الجرام بـ 49 تريليون إسترليني.. حقائق مذهلة عن أغلى «مادة» في الكون - سعودي الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجرام بـ 49 تريليون إسترليني.. حقائق مذهلة عن أغلى «مادة» في الكون - سعودي الإخباري, اليوم الثلاثاء 18 فبراير 2025 06:43 صباحاً

متابعات: «الخليج»
بثمن مذهل يصل إلى 49 تريليون جنيه إسترليني للجرام الواحد، تعدّ ما توصف بـ«المادة المضادة» الأغلى على وجه الأرض حتى الآن. ومع ذلك، حتى لو كنت تملك المال، فقد لا تجد حتى جراماً واحداً من هذه المادة في أي مكان في الكون.
على عكس الأحجار الكريمة أو المعادن الثمينة، لا يمكنك ببساطة استخراج هذه المادة النادرة من الأرض. ويبدو ذلك، شيئاً مستوحىً من أفلام الخيال العلمي، ولكن أكد العلماء أن ذرات المادة المضادة هي أغلى المعادن على الإطلاق.

عندما تلتقي المادة والمادة المضادة، فإنهما يختفيان تماماً ويطلقان كمية هائلة من الطاقة. وهذا يعني أن المادة المضادة تختفي تقريباً بمجرد صنعها، مما يجعل من الصعب للغاية تخزينها ودراستها، وبالتالي فهي باهظة الثمن للغاية.
قدّر العالِم في وكالة ناسا، هارولد جيريش، أن سعر المادة المضادة كان 62.5 تريليون دولار، أو 1.75 كوادريليون دولار للأونصة، استناداً إلى الطاقة المطلوبة وقدرة الإنتاج المقدرة. وأشار جيريش إلى أنه على الرغم من أن السعر قد ينخفض في المستقبل، فإن التحديات الهندسية تعني أن السعر الفعلي قد يكون أعلى من ذلك.
في حديثه لـABC News، قال البروفيسور مايكل دوسر، عالم فيزياء الجسيمات في CERN: «نحن نصنع كميات دقيقة جداً بحيث أنه حتى لو دمّرت كل المادة المضادة التي ننتجها في السنة، فلن يكون ذلك كافياً لغلي فنجان شاي واحد». وأضاف: «واحد من مئة من النانوجرام من المادة المضادة يكلف مثل كيلوجرام واحد من الذهب».
والمادة المضادة هي الصورة المعكوسة للمادة، فهي مشابهة تماماً للمادة العادية باستثناء أن الشحنة الكهربائية لكل جسيم معكوسة. وعندما تلتقي المادة والمادة المضادة، فإنهما يُدمِّران بعضهما، ويحوّلان كل مادتهما إلى طاقة مذهلة.
علاج السرطان
تُنتج المادة المضادة بشكل مستمر من حولنا وحتى داخل أجسامنا، وعندما تتحلل المواد المشعة مثل البوتاسيوم، فإنها تُنتِج إلكتروناً وجسيماً مضاداً للمادة يُسمى بوزيترون، وهو يمثل طاقة يمكن استخدامها في الطيران أو علاج أمراض ومنها السرطان؛ نظراً لقدرة شفائها القياسية مقارنة بعلاجات مثل الإشعاع.
لإنتاج المادة المضادة عند الطلب، يجب إجبارها على التكوّن من خلال تركيز كمية هائلة من الطاقة في نقطة واحدة بحيث تصبح المادة في النهاية. ويستخدم العلماء في CERN مسرعات الجسيمات الضخمة لتسريع تيارات من البروتونات (الجسيمات المشحونة إيجابياً) وصدمها في كتلة من الإريديوم.
في حوالي مرة واحدة من كل مليون تصادم، يتم تركيز كميات هائلة من الطاقة في جسيم من المادة، مما يؤدي إلى إنتاج المادة المضادة. ومع ذلك، فإن هذه العملية تنتج كميات صغيرة جداً من المادة المضادة، حيث تنتج CERN فقط نانوجرامات من المادة سنوياً. وهذا يجعل المادة المضادة باهظة الثمن جداً عند وزنها.
لكن إنشاء المادة المضادة ليس نهاية المشكلة، حيث سيتم تدمير المادة المضادة إذا التقت أي نوع من مواد الطاقة العادية. ولمنع هذا التدمير، يجب احتجاز المادة المضادة بحذر باستخدام مغناطيسات شديدة التبريد داخل فراغ كامل.
وبسبب التحديات التي تواجه العلماء، قد يتساءل البعض لماذا يصرون على إنتاج مادة مكلفة وهشة بهذا الشكل، السبب هو أن فك أسرار المادة المضادة يساعد في فهم نشأة الكون كما نراه الآن.

0 تعليق